منتديات عالم التقنية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتديات فوكس تايم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل،اوإذا رغبت بالمشاركة في المنتدى.أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

~~~~~~~~~~~تشرفنا بحضوركم الكريم~~~~~~~~~~~~~~
منتديات عالم التقنية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتديات فوكس تايم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل،اوإذا رغبت بالمشاركة في المنتدى.أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

~~~~~~~~~~~تشرفنا بحضوركم الكريم~~~~~~~~~~~~~~
منتديات عالم التقنية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  سِ. وُعُودُ القُرآن بِالتَّمكِينِ لِلإِسلاَم: الوعد القرآني في سورة يوسف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 376
تاريخ التسجيل : 24/06/2012
العمر : 33

 سِ. وُعُودُ القُرآن بِالتَّمكِينِ لِلإِسلاَم: الوعد القرآني في سورة يوسف Empty
مُساهمةموضوع: سِ. وُعُودُ القُرآن بِالتَّمكِينِ لِلإِسلاَم: الوعد القرآني في سورة يوسف    سِ. وُعُودُ القُرآن بِالتَّمكِينِ لِلإِسلاَم: الوعد القرآني في سورة يوسف Icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2012 12:15 pm


 سِ. وُعُودُ القُرآن بِالتَّمكِينِ لِلإِسلاَم: الوعد القرآني في سورة يوسف Fasel-2




باسم الله الرحمـان الرحيـم .. و الصلاة و السلام على أشــرف المــرسليـن ..

السـلام علــيـكـم و رحمـة الله تعـالى و بــركـاتـه



تمضي الأيـام .. لكن الذكرى تبقــى الماضــي مضـى .. و المضارع يمضي

لذلك فلنطـوي صفحـة الماضـي و لنبــدأ بصفحات بيضــاء جديــدة

و لنــجعل من من الذكريات الــوانا في كتابنا و لنــملئ صــفاحتنا البيــضاء بســطور ذهبية

تعــكس جمالها على منتــدانا هذا ..


الحمـد لله وحده نحمده و نشكره و نستعـينه و نستـغفره و نعـود بالله

مـن شـرور أنـفسنا و من سيـئات أعمالنا ..

من يـهده الله فلا مظل لـه و مـن يظـلل فلن تـجد له ولياً مرشدا ..

و أشـهد ألا إلاه إلا الله وحده لا شريك له و أن محــمداً عبده و رسـوله صــلى الله عليه و

سلم و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسـان إلى يوم الدين ..



ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الـخـبــيـر ..

ربـنـا لا فــهم لـنا إلا ما فهــمتنا إنــك أنـت الجــواد الـكـريـم .



وعود القرآن

بالتمكين للإسلام
[
/color]


الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي




إن آيات القرآن تضمنت وعوداً عديدة وعدها الله عباده المؤمنين الصادقين وبشّرهم فيها بانتصار الإسلام والتمكين له في الأرض وإظهاره على الأديان كلها وإزهاق الحق للباطل وهزيمة الكفر وأهله وقد يغفل بعض المسلمين المعاصرين عن هذه الوعود القرآنية الصادقة في زحمة تعرضهم للهجمة اليهودية الصليبية الحالية وبذلك قد تتدسسُ إليهم بعض مشاعر اليأس والإحباط والقنوط لذلك دعت الحاجة الميدانية الواقعية إلى تقديم هذه الوعود القرآنية الصادقة للمسلمين المواجهين لأعداء الله ليتعرفوا على قرآنهم العظيم ويزدادوا إقبالاً عليه واستمساكاً به وتطبيقاً لأحكامه وتصديقاً بوعوده وتصميماً على مواجهة أعدائه ليقرِّبوا هذه الوعود القاطعة ويعملوا على تحققها وإيجادها في عالم الواقع.







الفصل الخامس

[color=brown]الوعد القرآني في سورة يوسف







سورة يوسف مكية أيضاً، وأنزلت في الفترة المكية نفسها التي تحدثنا عنها فيما سبق.

ولسورة يوسف طريقة خاصة متميزة، في تثبيت قلوب المؤمنين، وغرس الأمل واليقين فيها، بتحقق ما وعد الله به.. فالسورة كلها تقوم على قصة واحدة، بدأت بالوعد، وانتهت بتحققه في أرض الواقع، وتخللت آيات السورة إشارات عديدة، للتأكيد على الحقائق القاطعة فيها.

بدأت السورة بذكر رؤيا، رآها الطفل الصغير، رؤيا واعدة بتحقق شيء له في المستقبل، ولما قص الطفل الرؤيا على أبيه بشّره بالخير، وجرت للطفل أحداث متتابعة مفاجئة، استمرت سنوات عديدة، وانتهت بالأحداث بتأويل عملي لتلك الرؤيا، وتحقيق ما وعده الله به. وفيما يلي إشارة إلى بعض تعقيبات السورة على أحداث القصة.

رؤيا يوسف و هو صغير:

أولاً: رأى يوسف سجود أحد عشر كوكباً والشمس والقمر له، وقص هذه الرؤيا على أبيه النبي يعقوب عليه السلام، فاستبشر الأب بها خيراً، واعتبرها بشرى من الله لابنه بمستقبل مشرق، وأخبر ابنه بذلك ليستشرفه ويسعى إليه. قال تعالى: (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [يوسف:6].

اعتبر الأب هذه الرؤيا وعداً من الله، بالمستقبل العظيم لابنه، وألقى هذا الوعد لابنه، الذي استقر في داخله، والأب والابن يوقنان بتحقق وعد الله، لأنهما يؤمنان أن الله لا يخلف الميعاد.

وعد الله ليوسف:

ثانياً: بدأت الأحداث بداية مثيرة، لم يتوقعها الطفل الصغير، حيث فوجئ بحقد إخوته عليه، إذ ألقوه في غيابة الجب، وبينما كان الطفل يعيش دهشة تآمرهم عليه، أوحى الله له بأنه سينجو من هذه المحنة، ويخرج منها سالماً، وسيأتي يوم يُذكِّر فيه إخوانه بجريمتهم ضده.

قال تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) [يوسف: 15].

التمكين الصغير ليوسف في بيت العزيز:

ثالثاً: أخرج الله يوسف من محنة غيابة الجُب سالماً، وقدّر أن يُباع عبداً في مصر، وأن يشتريه عزيز مصر، الرجل الثاني فيها بعد الملك، وهذا تمهيد للأحداث التي سيمر بها يوسف، والتي ستقود إلى تأويل رؤياه، وتحقيق ما وعده الله به.

وقد علقت الآيات على استقرار يوسف عبداً رقيقاً في بيت العزيز. قال تعالى: (وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ، وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [يوسف: 21-22].

مكّن الله ليوسف في الأرض، وهيأ له الإقامة في بيت العزيز، حيث أكرمه الأخير، وأوصى به امرأته خيراً، وفعل الله ذلك به، ليعلّمه من تأويل الأحاديث، وتعبير الرؤى، وهذا كله تهيئة للأحداث الأخيرة في حياته، التي يتحقق فيها وعد الله له.

والله غالب على أمره، يفعل ما يشاء، ويوجد ما يريد، ويقدر الأحداث، ويرتب الأمور، لتحقيق أمره، وإنفاذ وعده، ولا يعجزه شيء، ولا يقف أمامه مخلوق. ولكن أكثر الناس لا يعلمون هذه الحقائق الإيمانية.

التمكين الكبير ليوسف على خزائن الأرض:

رابعاً: تعرّض يوسف في بيت العزيز لفتنة امرأته الطاغية، التي طمعت فيه واشتهته، وراودته عن نفسه، ولكنه استعصم بالله، واستعلى على فتنتها، فأُدخل السجن ظلماً، ولبث فيه بضع سنين، وعلمه الله فيه تأويل الرؤيا، وأوّل لصاحبيه السجينين رؤيا كل منهما، ثم أوّل الرؤيا المثيرة للملك، الذي أُعجب به، وأمر بإخراجه من السجن، والإتيان به إليه، وعندما اطمأن إليه الملك، جعله (عزيزاً) لمصر، وسلّمه خزائن الأرض. وبذلك صار يوسف الرجل الثاني بعد الملك..

وقد علقت الآيات على ترتيب الأحداث بتقدير الله، لتوصل يوسف عليه السلام إلى ما وصل إليه بتقدير الحكيم الخبير. قال تعالى: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ، وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ، وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ) [يوسف: 55-57].

هذا هو التمكين الثاني الكبير، الذي مكنه الله ليوسف، وقد كان التمكين الأول صغيراً، حيث هيأ له الإقامة في بيت العزيز، أما في هذا التمكين فقد جعله الله على خزائن الأرض.

وهذا التمكين تحقيق لما استشرفه له أبوه من مستقبل واعد مشرق.

وبقي تحقيق وعد الله له بلقاء إخوته، وتأويل رؤياه حول سجود الكواكب له.

يوسف يواجه إخوانه وتحقيق وعد الله له:

خامساً: ساق الله له إخوته العشرة، الذين ألقوه في غيابة الجب، وتعاملوا معه على أنه عزيز مصر، ولا يوجد عند أي واحد منهم احتمال أن يكون هذا العزيز هو أخاهم الصغير. قال تعالى: (وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ) [يوسف: 58].

وتتابعت الأحداث بينه وبينهم، حيث طلب إحضار أخيه الصغير، وأخذ أخاه بعد أن اتهمه فتيانه بسرقة صواع الملك، وعاد الإخوة إلى أبيهم بهمّ وحزن، وطلب منهم أبوهم أن يعودوا إلى مصر، وأن يتحسسوا من يوسف وأخيه، ودخلوا عليه متعبين، فرقّ لهم، وذكّرهم بما فعلوه به وهو صغير، وتعرفوا عليه، وعفا عنهم.

قال تعالى: (قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ، قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف: 89-90].

وعده الله وهو صغير ملقى في غيابة الجب، أن يخبرهم في المستقبل بجريمتهم معه: (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ).

والآن وبعد سنوات عديدة، لا يعلم مقدارها إلا الله، وبعدما صار الطفل رجلاً كبيراً واعياً ناضجاً، يستلم المركز الثاني في حكم مصر، حقق الله له وعده السابق، في الوقت الذي حدده الله، والذي رتب الأحداث التي توصل إليه، وها هو ينبئهم بأمرهم السابق، وهم لا يشعرون، ولا يتوقعون أن يكون عزيز مصر، الجالس أمامهم الآن، هو أخاهم الصغير، الذي ألقوه في غيابة الجب، قبل سنين وسنين!!. وسبحان الله، الغالب على أمره، الصادق لوعده، المنفذ لإرادته.

الله يحقق ليوسف الرؤيا:

سادساً: بعدما تعرف الإخوة على يوسف، أعطاهم قميصه بشارة لأبيه، وأمرهم أن يأتوا بأهلهم أجمعين.. ولما دخلوا جميعاً عليه، خروا له سجداً؛ الأحد عشر أخاً وأبواه.. وبذلك تم تأويل رؤياه، التي رآها قبل سنين عديدة، لا يعلم مقدارها إلا الله.

قال تعالى: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف: 100].

لقد كانت الرؤيا التي رآها وهو طفل صغير وعداً وبشرى من الله له، وبقي الوعد معلقاً سنين عديدة، ومر يوسف الموعود بتجارب مثيرة، وأحداث عديدة، قدّرها الله له، وساق خطاه فيها، ورتب له الأمور، وهيأ له الأسباب، وأخذ بيده حتى المشهد الأخير، مشهد تأويل الرؤيا عملياً، ودخول أهله عليه، وسجودهم أمامه.. وبذلك صدق الله له وعده، وهو سبحانه لا يخلف الميعاد.

ثقة يعقوب تحقيق وعد الله:

سابعاً: كان أبوه النبي يعقوب عليه السلام، يؤمن أن الله سينجز ليوسف ما وعد، من خلال الرؤيا التي أراه إياها، لأنه يوقن أن الله لا يخلف الميعاد، وكان يؤكد أن يوسف آمن في مكان خاص، تحيط به عناية الله ورعايته، لكنه لا يعلم تفاصيل ما جرى له، ولا يقدر على تحديد مكانه ووصفه وتفاصيل حياته.. لا يعلم ذلك لأن هذا من الغيب، والنبي لا يعلم من الغيب إلا ما علمه الله إياه، وشاء الله الحكيم العليم أن لا يخبره عن تفاصيل ذلك.

صحيح أن يعقوب عليه السلام حزن لفراق يوسف، وتألم مما جرى له، وشكا بثه وحزنه وألمه إلى الله، وأثّر حزنه وألمه وكظم مصابه على غيبته.. لكنه لم يفارقه أملُه ويقينه، وجزمه أن ابنه يوسف محفوظ بحفظ الله، آمن برعاية الله، لأن الله وعده بذلك، والله منجز له ما وعد.

ولذلك لما فقد أبناءه الثلاثة كلف بقية أولاده البحث عنهم في مصر، مع يقينه أنهم سيجدونهم. قال تعالى: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87].

النصر بعد الاستيئاس:

ثامناً: كانت الآيات الأخيرة من سورة يوسف تعقيباً على القصة، وتأكيداً على بعض عبرها ودلالاتها.

ومن تلك الآيات قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ، حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) [يوسف: 109-110].

تخبر الآية الأولى عن جنس الرسل، وأن الله اختارهم رجالاً، فلم يجعل امرأة نبية.. ثم تلفت الآية أنظار الكافرين، الذين كذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم، إلى مصارع الكفار السابقين، وتدعوهم إلى السير في الأرض، للوقوف على آثارهم، ومعرفة ما جرى لهم، ورؤية عاقبتهم السيئة، فلعل ذلك يدفعهم للتخلي عن ما هم فيه من كفر وتكذيب وعناد.

وهذا تهديد للكفار، ووعيد لهم بالعذاب القادم، إن استمروا على ما هم عليه، وقد حقق الله في كفار قريش وعيده، بأن هزمهم وأذلهم على أيدي المسلمين في الغزوات الجهادية بعد الهجرة.

أما الآية الثانية فإنها تشير إلى سنة الله في الدعوات، فقد قدر سبحانه أن يعيش الرسل والدعاة في شدائد ومحن وابتلاءات، وأن يزداد ضغط الكفار عليهم، وكان الرسل يواجهون هذا بالصبر والثبات، واليقين بالفرج والنصر، والتصميم على الدعوة والمواجهة وتحدي الكفار..

وكان الله الحكيم العليم يؤخر النصر، فلا يمنّ به على الرسل وأتباعهم إلا بعد أن "يستيئسوا" ويبلغ بهم الضيق والكرب مداه.. ولكن النصر كان يأتي في النهاية، حيث كان ينجي المؤمنين ويدمر الكافرين.

وهذا وعد من الله للرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه، يعدهم فيه بزوال الكرب، وانفراج الشدة، وتحقق النصر، وهو ما حصل بعد الهجرة.



الآيات الأخيرة من سورة يوسف وعد بالمستقبل المشرق، والسورة كلها وعد عريض بالمستقبل الكبير للإسلام، وهذا ما استوعبه الرسول صلى الله عليه و سلم وأصحابه، وكان زاداً لهم على تجاوز الفترة الحرجة، ونيل النصر الموعود بفضل الله.









 سِ. وُعُودُ القُرآن بِالتَّمكِينِ لِلإِسلاَم: الوعد القرآني في سورة يوسف Quran0091
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://techarab.yoo7.com
 
سِ. وُعُودُ القُرآن بِالتَّمكِينِ لِلإِسلاَم: الوعد القرآني في سورة يوسف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة البقرة
» تفسير سورة آل عمران
» تفسير سورة النساء
» تفسير سورة المائدة
» تفسير سورة القيامة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عالم التقنية :: المنتدى الإسلامي العام :: القرآن الكريم-
انتقل الى: