في الزمن القديم البعيد كان يحكم الغابه أسد
قوي عنيد شديد البأس لا يعصى أمره أحد
تخشاه الحيوانات جميعا
وتهلل له مدد يا ملك الغابات مدد
كان للأسد صديقان حميمان
ثعلب مكار وحمار ذو جلد
ينعمان بكنفه برفاه ورغد
ظنوا ان الأسد
ملك البلاد للأبد
وعلى حين غره
مرض الأسد حتى أظناه المرض
فأرسل الثعلب للبحث عن طبيب أو معين في البلد
راح الثعلب وبقي الحمار قرب الأسد
كان الثعلب لئيما شديد الحسد
يقول في سره
كيف يبقي الحمار بجواره واني خير منه وأشد
فوالله ما سألت عن طبيب أو بحث عن ضمد
سأنام سواد الليل وأعود اليهما في الغد
عاد الثعلب صباحا وألقى التحيه
فسارعه الأسد بالرد
أين كنت يا ثعلب وهل أحضرت المدد
أرى يداك خاليتان ولا يصحبك أحد
دنا الثعلب بحذر شديد وهمس بأذنه وسرد
صادفت في الطريق طبيب
له في الطب باع طويل الأمد
وقال يجب أن تأكل عقل حمار
ففيه دواء وعضد
هكذا أوصى الطبيب
وستشفى باذن واحد أحد
زأر الأسد بشده ونظر للحمار بحده
ففر الحمار مذعورا وابتعد
أشار الأسد للثعلب أحضره على الفور
ومن دونه لا تعد
لحق به الثعلب سائلا
ما بك يا صديقي ومالي اراك ترتعد
لن يمسك الأسد بسوء
وهذا من عندي وعد
فقرر الحمار أن يعود
وعاد لكن على مضض
ولما راه الأسد قال
أتخافني وأنت أغلى من الولد
عليك الامان طالما حييت
ولازمت الروح الجسد
فاطمأن الحمار واقترب
بعد أن زال الصرد
فلطمه الأسد فخر صريعا
ينسال من فمه الزبد
وصرخ وقال يا ثعلب
الي بعقله فان صبري قد نفذ
فضحك الثعلب طويلا وقال
تناول الطعام يا سيدي
فلو كان يملك عقلا
ما عاد اليك بعد أن شرد.....
موضوع: "أسد الغابه" 
الأربعاء يوليو 04, 2012 8:00 am
